أسبوع أفلام جوته (لقد مرت هذه الفعالية)

الموضوع:
النوع:
التاريخ:
١ مارس–١١، ٢٠١٤
تنظمها: معهد جوته (المعهد الثقافي الألماني)
المكان:
الموقع الالكتروني: http://www.goethe.de/ins/eg/kai/deindex.htm?wt_sc=kairo


بداية من شباب يعيشون في إحدى المحافظات ولا يفكرون إلا في أمر واحد، ألا وهو الهجرة؛ وشباب آخرون يعيشون في بلاد تحرمهم سياستها القمعية من فرص التطوير والتنمية الذاتية، فيرون أنفسهم فجأة في مواجهة فرصة وخطورة الهروب. مرورًا بشباب يخلقون عالمًا وثقافة فرعية خاصة بهم، أو شاب يرغب بشدة في أن يتقدم به العمر وطفل يتدرب على الثقة والإيمان بنفسه.  ووصولًا إلى شباب يتحمسون للمشاركة في بناء مجتمع جديد.  

 

تزخر أفلام هذا الأسبوع بمثل هذه الشخصيات.  إنها شخصيات تشهد نهاية عصر قديم وبداية آخر حديث. والفضل في تلك البداية الجديدة يعود في المقام الأول إلى ذلك الشعور المبهم والقوي الذي يتحلَّى به الأبطال، *بأن* كل شيء يجب أن يبدأ من جديد.  يحتوي البرنامج على العديد من الأفلام التي تتمحور حول قصص "الأجيال"،وإن عاد بعضها إلى القرن الـ ١٩، إلا أنه يعكس وبدقة ما يحدث هنا في الوقت الحاضر.   

 

في الوقت نفسه ثمة ظاهرة تعرف بـ "النبض التوثيقي" قد انتشرت بين صناع الأفلام (وفي فنون أخرى أيضًا) في الوقت الراهن.  ولكن ما هو مصدرها؟  قد تكمن الإجابة على هذا التساؤل في أعمال كلا المصورين بِرند وهيلا بيشر.  فعلى الرغم من كون أعمالهما مصدر إعجاب في جميع أنحاء العالم، إلا أننا لا نرى فيها سوى مباني صناعية غير جذابة مرتبة على غرار الكتالوجات.  هناك أمر اتضح لهما فجأة في لحظة ما في حياتهما، حيث أدركا في إحدى الأيام أن جميع تلك المباني لن يكون لها وجود عما قريب وأنها سوف تختفي في عصر ما بعد الصناعة ليحل محلها مراكز تسوق وناطحات سحاب. فقررا أن يحتفظا بتلك الصور كشواهد وذكريات وجمال من نوع خاص، بل وتصوير "كل شيء" ابتداء من هذه اللحظة.  وعلى الرغم من أن أولئك الشباب الذين يعملون حاليًا بأسلوب توثيقي لا يعرفون سوى القليل عن الثنائي بيشر حين يقتفون آثار الماضي أو ربما "يرونه" أمام أبوابهم مباشرة من خلال الكاميرات؛ إلا أن عقولهم متقاربة.    

 

إن الطيف الجمالي لما نسميه اليوم "الفيلم الوثائقي" شاسع المساحة؛ وكذلك أصبحت الإجراءات التوثيقية أكثر تطورًا من أي وقت مضى.  فسوف نجد أن بعض الأفلام الوثائقية "تبدو" كأفلام روائية،في الوقت الذي تتنكَّر فيه إحدى أفلامنا الروائية في زيِّ "فيلم وثائقي" قديم الطراز.  والسبب في ذلك يعود إلى كون هذا "النبض التوثيقي" قد منح ملامحَ للعديد من الأفلام في الوقت الحاضر.  إننا نشهد فيما يبدو بداية عصر، ينظر فيه المرء إلى تاريخه باحثًا لفترة طويلة.

 

والأمر لا يقتصر في هذا الصدد على السرد والقصص والتسلسل الزمني.  بل ينصَّب التركيز بطبيعة الحال على الفيلم باعتباره صورة.  فطالما ارتكزت أفلام ڤيرنِر هيرتسوج الوثائقية، ولعله المخرج الألماني الأكثر شهرة، في المقام الأول على صوره الفريدة من نوعها أكثر منها على "القصص". ولهذا السبب وقع اختيارنا على اثنين من أفلامه الوثائقية الأقل شهرة ليتم عرضها ضمن برنامجنا.   

 

وخلال اختيارنا لمجموعة الأفلام المقرر عرضها، حاولنا العثور على أفلام مثيرة للاهتمام من مهرجانات العام السابق، يصعب أو يستحال عدا ذلك مشاهدتها في القاهرة. كما يحتوي البرنامج على أفلام لمخرجين يقيمون في العالم العربي أو قد سبق وتعاوننا معهم أو جاؤوا في زيارة إلى هنا.   

 

علاوة على ذلك، يسعدنا كثيرًا أن يتسنى لنا عرض أفلامنا لدى أصدقائنا الفرنسيين في المعهد الفرنسي بمصر (Institut Francais en Egypte) ونتطلَّع كذلك إلى مشاهدة أفلامهم في وقت قريب.