عن المعرض: 

منذ عشر سنوات قمت بتنسيق معرض مع مجموعة من الفنانين الشبان الذين يستخدمون الفوتوغرافيا كوسيلة للتعبير وعلى مدى ثلاثة أشهر عملنا بشكل جماعي على تطوير مشاريعهم حول موضوع واحد وكان عنوان المعرض: الصورة والشيء والذات

هذا العام حالفني الحظ بالتعرف على أعمال خمسة من الشباب الذين يستخدمون الفوتوغرافيا بشكل مثير وخاص جدا مما يميز أعمالهم عن الكم الضخم من الصور المتداولة عبر الوسائل الإليكترونية. وقد دفعني هذا إلى تكرار التجربة والبدء في حوار متبادل معهم حول ممارساتهم الفنية لمدة ثلاث شهور نتوجه بمعرض في ضيافة جاليري مشربية. الفنانون المشاركون هم: تسنيم عبد الرحمن (١٩٩٤)، عمرو عادل (١٩٨٩)، شريفة حامد(١٩٩٧)، نادية منير (١٩٨٨) وزياد طارق حسن (١٩٩١).

الكاميرا بالنسبة لهؤلاء الفنانين الخمسة يمكن اعتبارها عين ثالثة ورفيق رحلة يشهد تجربتهم مع العالم كما هو اليوم ومحاولاتهم للتعامل مع محيط متقلب وفي أحيان كثيرة عدائي. يصبح التصوير وسيلة حدسية لتحديد المساحة الشخصية للفرد بين الجموع. صورهم يمكن قراءتها كتعبيرات متأملة عن أفكارهم عن مفاهيم عليا كالحرية والمساواة والعيش معا، ولكن أيضا كأدوات للبحث عن معنى فيما يقدم نفسه خارج نطاق أي منطق. المصورون الذين يضمهم هذا المعرض يبنون نظاما شخصيا للرؤية، ينقبون به عن متنفس رحب بين غياهب الواقع المتفجر، تصبح فيه الصورة مسرحا تعيد فيه الذات تمثيل نفسها بمرونة وبنتائج غير متوقعة في معظم الأحوال. 

عين تالتة يقدم خمس مجموعات من الصور في أكبر عرض للفنانين حتى الآن في القاهرة: من تكوينات شريفة حامد المسرحية الدقيقة وفي كثير من الأحيان المغلفة بروح الدعابة إلى تعبيرات تسنيم عبد الرحمن الفريدة والحساسة عن الزوايا المنسية في المدينة والحياة اليومية الإعتيادية ومن تكوينات نادية منير المبهرة في ألوانها عن النظام ونقيضه إلى جولات عمرو عادل الرشيقة في عتمة الليل وأخيرا وليس آخرا رؤي زياد طارق حسن المثالية الأحادية اللون للمدينة

هالة القوصي