في معهد جوته القاهرة يقدم دانيال كوتِّر وكونستانسيه فيشبيك فيلمين وثائقيين تجريبيين عن بيروت وطهران وذلك ضمن سلسلة مشروع " دولة – مسرح ".

فيشبيك وكوتِّر هما مخرجان مسرحيان وسينمائيان من برلين. وفي إطار هذا المشروع يبحث المخرجان الدور الذي تلعبه كل من العمارة والهوية والحضرية في التغييرات التي يشهدها الحيزين الحضري والمسرحي. يجرى إنشاء مؤسسات ثقافية وفقًا للاحتياجات السياسية والاجتماعية وكذا الأجندات الفنية الخاصة بفترة زمنية محددة. فهي من ناحية تعتبر مظهر من مظاهر التطور الحضري لتلك الفترة وتساهم من جهة أخرى في تغيير الحيز الحضري.

يجري مشروع "دولة – مسرح" تجارب نموذجية حول السياق العمراني الحضري للفن الأدائي، أي حول ظروف العرض الحكومية وكذا الاجتماعية السياسية للمسرح وذلك في المدن التالية: لاجوس (نيجيريا) وطهران (إيران) وبرلين (ألمانيا) وديترويت (أمريكا) وبيروت (لبنان) ومونشنجلادباخ (ألمانيا). وقد حُفظت نتائج تلك التجارب في صورة سلسلة سداسية الأجزاء من الأفلام الوثائقية التجريبية.

وفي القاهرة يطرح دانيال كوتِّر وكونستانسيه فيشبيك دراستي حالة للمناقشة، تتمثلان في كل من بيروت وطهران حيث تجمعهما مع القاهرة أوجه تشابه متنوعة.

نبذة عن فيلم بيروت الوثائقي:

الهندسة المعمارية لحي وسط مدينة بيروت هي تجسيد لمجتمع منفصل خالي من الساحات العامة المشتركة: آثار دمار الحرب الأهلية جنبًا إلى جنب مع دور مسرح وسينما غير مستخدمة أو مستغلة في أغراض أخرى، ومتاجر مصممي أزياء جنبًا إلى جنب مع ممتلكات شاغرة وحواجز عسكرية جنبًا إلى جنب مع مباني دينية. وفي قلب ذلك كله تقع "ساحة الشهداء" باعتبارها ساحة مجازية ومسرحًا وطنيًا مستحيلًا للبنان. يصاحب الكاميرا ستة من أبناء بيروت في رحلة استغرقت ساعة سيرًا على الأقدام عبر حي وسط بيروت، ويمنحان الساحة الواقعة بين العمران والمباني المحوَّلة وتلك المهدَّمة طابعًا مسرحيًا عامًا شديد الذاتية.

نبذة عن فيلم طهران الوثائقي:

يتناول الفيلم "قاعة فهدات في طهران" والتي افتتحت عام ۱۹٦۷ بوصفها دار الأوبرا الأولى والوحيدة في إيران. منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام ۱۹۷۹ لم تعد تقدم في قاعة فهدات عروض أوبرا وباليه. وليس هناك أرشيف لفترة ما قبل الثورة. ومنذ عام ۲۰۰٦ يشتمل المسرح على نظام من الكاميرات المزودة بخاصيتي الإمالة والدوران لأغراض التوثيق.

دانيال كوتِّر هو صانع أفلام ذو نشاط دولي ومخرج مسرحي موسيقي. تتنوع أعماله ما بين السياقات الوسائطية والمؤسسية المختلفة وتربط تقنيات الأفلام البنيوية التجريبية بالعناصر الوثائقية والأدائية. ومن أبرز أعماله: "state-theatre" (دولة – مسرح) وعروض الفيديو الموسيقية التجريبية "Falsche Freizeit" (وقت الفراغ الخاطئ/ ۲۰۱۰) و"Freizeitspektakel" (مشهد الترفيه/ ۲۰۱۰) و"Fernorchester" (أوركسترا عن بعد/ ۲۰۱۲)، جميعها مع هانيس زايدل)، إضافة إلى الثلاثية متعددة القنوات التي تحمل عنوان "Arbeit und Freizeit" (العمل ووقت الفراغ/ ۲۰۰۹-۲۰۱۱). جنبًا إلى جنب مع هانيس زايدل يعمل كوتِّر في الوقت الراهن على تطوير ثلاثية المسرح الموسيقي "اقتصاديات التجارة: الائتمان والقانون والحب" (۲۰۱۳-۲۰۱٦).

لمزيد من المعلومات: 
http://www.danielkoetter.de

كونستانسيه فيشبيك هي مصممة مسارح وفنانة فيديو. تضع تصاميم المسارح والأزياء للممثلين وعروض المسرح الأدائية والموسيقية ولديها اهتمام خاص بالمفاهيم المسرحية الوثائقية. وفي أعمالها السينمائية تتمثل نقطة انطلاقها في معظم الأحيان في حيز وحاضر بعض المناطق المحددة. تبحث في السياقات الحضرية عن نقاط التقاء بين اللحظات الوثائقية والمُخرَجَة. وهكذا نشأت بعض أعمالها ومن بينها "Benzin - eine Rekonstruktion von Tauschsystemen in Lagos" (بنزين – إعادة بناء أنظمة المقايضة في لاجوس) تركيب الفيديو/ حيزي سباعي القنوات (۲۰۰۸) بدار ثقافات العالم في برلين، وفي عام ۲۰۱۰ التركيب السينمائي "Class Society" (المجتمع الطبقي) وفي عام ۲۰۱۲ تركيب سينمائي ومسرح وثائقي بعنوان "Making of History" (صناعة التاريخ) (مع دانيال كوتِّر وهانس فيرنر كروزينجر) وذلك على مسرح ماكسيم جوركي في برلين. إضافة إلى خبرتها العملية كمصممة مسارح، تتعاون فيشبيك منذ عام ۲۰۰۹ مع دانيال كوتِّر وذلك على المشروع السينمائي والبحثي لدولي "مسرح الدولة" والذي يجسد معالجة سينمائية للحيز الأدائي.

لمزيد من المعلومات:
http://www.constanzefischbeck.com